هل سيدمر الجيل الجديد للويب Web3.0 حياتنا أم سيتجه بها نحو الأفضل؟
الجيل الثالث للويب Web3.0 وأبرز المخاوف بشأنه!
بقلم: م. وائل زهير
في هذا المقال أود أن أشارككم أصدقائي نظرتي حول مفهوم Web3.0 الذي سيكون الجيل الجديد للويب وأبرز المخاوف التي تثار حول هذا المفهوم! لذا إذا كنت مهتمًا فتابع هذا المقال للنهاية لتتوضح لديك الصورة كاملة!
إن Web3.0 يعرف على أنه الجيل الجديد للويب حيث يمكن فيه للمستخدمين والآلات التفاعل مع البيانات والأطراف المقابلة الأخرى عبر شبكات الند للند P2P دون الحاجة إلى أطراف ثالثة بهدف الحفاظ على الخصوصية.
في هذا الجيل من الويب سيتم اعتماد طريقة جديدة لتخزين البيانات وإدارتها تسمى Blockchain وهي القوة المحركة للجيل التالي من الإنترنت حيث توفر هذه الطريقة مجموعة فريدة من البيانات يتم إدارتها بشكل جماعي. تتيح هذه الطبقة لنا إرسال الملفات بطريقة محمية ضد النسخ، مما يتيح معاملات P2P الحقيقية دون وسطاء
لماذا نحتاج Web3.0؟
تمنح هذه التقنيات المستخدم قوة Web 3.0 التي تتألف من مجموعة شاملة من البروتوكولات لتوفير اللبنات الأساسية لصانعي التطبيقات التي ستحل بدورها محل تقنيات الويب التقليدية مثل HTTP و AJAX و MySQL، ولكنها تقدم طريقة جديدة تمامًا لإنشاء التطبيقات.
يسمح Web 3.0 للمستخدمين في النهاية بامتلاك بياناتهم الخاصة والتحكم فيها، والتحقق من البيانات التي يرسلها المستخدمون، وفحص البيانات التي يتلقونها ويحافظ على الخصوصية التي تعد ضرورة في المجتمع المفتوح في العصر الرقمي.
Web3 توفر لك الحساب والتخزين اللامركزي وسجلات المعاملات وغير ذلك الكثير. وبالنسبة لأولئك الذين ليسوا على دراية بهذه التقنيات أو لا يفهمون الكثير عنها، تضيف هذه التقنيات قدرات وإمكانيات تربط البيانات والبرامج بأمان.
بمعنى آخر يتم ربط البيانات التي تمت المصادقة عليها بالبرنامج ويعمل البرنامج في مكان ما، حيث تتم فصل عمليات التحقق عن المعاملات ويمكنك الاتصال من نظير إلى نظير P2P. وهذا يعني أن جميع أجهزتنا يمكنها التواصل مع بعضها البعض ويمكن لها التفاعل مباشرةً مع الأشخاص الموجودين على الجانب الآخر من الكرة الأرضية دون الحاجة إلى وسيط بطريقة مفتوحة وآمنة.
فالمعلومات التي نفترض أنها خاصة، نحافظ عليها سريّة ولا نكشف عنها أبدًا. يحدث الاتصال دائمًا عبر القنوات المشفرة وفقط بهويات مستعارة كنقاط نهاية؛ لا تستخدم أبدًا.
بالمقابل يرى كثيرون أن كل الكلمات الطنانة المتعلقة بـ Web3 ليست سوى ترويج لمفهوم المجموعة السحابية التي تعمل على توفير حساب وتخزين لا مركزي ويشككوون في وجود هذا الجيل من الويب أصلاً!
على سبيل المثال سنستعرض لكم آراء كل من إيلون ماسك Elon Musk مؤسس شركة سبيس إكس وجاك دورسي Jack Dorsey مؤسس تويتر (سابقًا) اللذان أظهرا بعض المخاوف حول تقنية Web3.
فهما يعتقدان أن الرؤية لا زالت غامضة ومبهمة إلى حد ما حول الإنترنت اللامركزي. حيث يقول دورسي أن Web3 هو في النهاية كيان مركزي بينما أشار Musk ضمنيًا إلى أن هذا المفهوم ليس سوى ضجة زائفة خالية من المضمون ورأى أن Web3 تعتبر كلمة طنانة تسويقية أكثر من الواقع في الوقت الحالي.
ستمنح Web3 الأشخاص -بدلاً من الشركات- التحكم في البيانات والأصول الرقمية والتطبيقات والأنظمة الأساسية. لكن هذه هي الفكرة الأساسية على أي حال في الجيل الثاني للويب. لهذا السبب يشكك النقاد -بمن فيهم ماسك- في وجود الـ Web3 ذاته قائلاً (هل شاهد أي شخص Web3؟ لا يمكنني العثور عليه).
من يملك Web3؟
شكك ماسك في وجود Web3 من الأساس لكن ركزت مخاوف دورسي على من يتحكم فيها. وكتب على تويتر: أنت لا تمتلك موقعك في Web3 بل أصحاب رؤوس الأموال والشركاء المحدودون هم الذين سيمتلكون التحكم به وهم في النهاية كيان مركزي لكن بتسمية مختلفة.
وعندما سأله ماسك عن مكان وجود Web3، كانت إجابة دورسي إجابة كالتالي (إنه في مكان ما بين a و z) للإشارة إلى شركة رأس المال الاستثماري a16z التي تعتبر من أشد الداعمين للـ Web3.
إذا كنت تتساءل عن الأثر السلبي لهذا الأمر فدعني أخبرك يا صديقي أن احتكار هذه المؤسسات على الإنترنت يثير مخاوف من بينها أن الويب لن يعود ملكًا للجميع بل ستسيطر عليه المؤسسات الاحتكارية وهذا يثير مخاوف على نطاق أكبر حول السيطرة على العملات الرقمية المشفرة.
فقد وجدت دراسة حديثة أن 0.01٪ فقط من حاملي البيتكوين يتحكمون في 27٪ من العملة المتداولة، الأمر الذي أدى إلى تصعيد الشكوك حول إمكانات التحول الديمقراطي للعملات المشفرة.
وأنت ما رأيك هل تعتقد أت هذه المخاوف حول Web3 غير مدروسة أو ذات دوافع ذاتية أم أنك ترى أنها أسباب وجيهة وتستحق التوقف عندها؟!